top of page
صورة الكاتبEMA

النداء الأخير للكورونا

تاريخ التحديث: ١ مايو ٢٠٢٠

هواجس من مواطن بيعشق مصر

ما أريد قوله ليس مقالاً فكرياً أو سياسياً ، وإنما هواجس لا تتعدى الرؤية الشخصية البسيطة التي تواكب هذا الحدث الجسيم .

هل كانت كارثة فيروس الكورونا نوعاً من لعبة الأمم ؟! نوعاً من سباق بين الدول العظمى ، لنستيقظ بعده على كابوس مرعب أربكنا جميعاً لدرجة أفقدتنا الصواب ؟! كيف لفيروس صغير أن يفقدنا بوصلة الطريق ؟!

لقد قامت الدولة بدورها على أكمل وجه وقد فوجئنا جميعنا بفائض قوة الدولة الإقتصادية وإحتياطاتها النقدية والمالية ، كذلك أذهلتنا تحركاتها الإستراتيجية المحسوبة ، التى أسهمت فى مواجهة الفيروس وفى حماية الشعب المصري من التعرض لإنتشار الوباء بين الملايين ، وفى تحسين فعالية وكفاءة خطة مكافحة فيروس كورونا على جميع المستويات .

لكن يبقى دائماً وأبداً الخط المنحني للشخصية المصرية ، وهو الجانب الديني , وكنا نتمنى - أو نتوهم - صحوة قوية من رجال الدين .. لكننا صُدمنا بموقف رجال الدين "بعامة" على الجانبين المسلم والمسيحي ؛ ووزارة الأوقاف "بخاصة" أمس الجمعة الموافق 20 مارس ، والذي نعتبره يوماً مفصلياً وحاسماً في معركتنا جميعاً مع فيروس كورونا .. إنه الأسبوع الثالث والمرعب الذي أودى بحياة الآلاف في إيطاليا والصين وأسبانيا ، وفى طريقه للفتك بفرنسا وسويسرا وأميركا .


كل هذا على مرأى ومسمع من العالم أجمع ! فماذا فعلنا نحن وقد حبانا الله بهبة لم يمن بها على بلد آخر .. فنحن وحتى الآن كل أوضاعنا تحت السيطرة كما أسلفنا في السطور السابقة .. لكن ولشديد حزني أرى رجال الدين وقد رفضوا التنازل عن شهوة السيطرة على جموع الشعب !!


فليكن ، إفعلوا ذلك ولكن في الإتجاه الصحيح , إدفعوا بالجماهير إلى تنفيذ التعليمات الصحية ..ألا يعلم رجال الدين الإسلامي أن "ابن عباس" حينما إزداد المطر قال للمؤذن" إذا قلت أشهد أن محمداً رسول الله فلا تقل حي على الصلاة بل قل : صلوا في بيوتكم"؟


وهل يجهل القساوسة الإصحاح 6:6 من إنجيل متى الذي يقول : "أما انت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلي لربك الذي يرى في الخفاء فيجازيك في العلانية" ؟

يبدو أننا شوف نظل في دوامة لا نهاية لها ومزايدات سوف تقضي على الأخضر واليابس .. فأننى لم أرى موقفاً حقيقياً ومسؤولاً من رجل دين مثلما سمعت من الأب / يؤنس لحظي - ممثل الكنيسة الكاثوليكية والذي يعيش في إيطاليا وقد قدم نصيحة ممهورة بالدم ، ممزوجة بالألم ، ولكنه الألم النبيل الذي جعله يتخطى وفاة أكثر من 28 كاهن بسبب فيروس كورونا والمعروف بـ " كوفيد - 19" ، وقد حذر الجميع من مغبة التمادي في الإجتماعات الدينية التي تحصد الأرواح مثلها مثل أية تجمعات .


الأب المبجل يقول أن الكاهن الذي يحتفل بالقداس هو يجرب الرب إلهه .. عليكم أن تصلوا من أجل شعب الكنيسة ولكن في بيوتكم ، لأن عدد الوفيات تخطي أكثر من 33 ألف حالة .

يبدو أننا لسنا في زمن الحداثة .. نحن في زمن التباهي بالحشود والجماعات التي لا يجد الفرد موطئ قدم إلاّ تحت راية لمسجد أو كنيسة .. الزمن المرعب الذي تغلي كل عناصره في مرجل الفيروس اللعين على إمتداد الساحة العربية ، وعلى مستوى العالم بأكمله ، حيث الأمم يوحدها حلم الإنتصار على عدو بالغ الوضوح ومطلق الشر .


أيها الشيوخ والقساوسة .. إرفعوا أيديكم عن الشعوب ، يكفيكم أن ترفعوها للسماء من منازلكم واطلبوا الرحمة والمغفرة على ما تفعلوه بالمواطنين الضعفاء الذين لا يجدون ملاذاً سوى أبواب السماء , فلا تغلقوها في وجوههم بفتاواكم و تحكماتكم .

٣ مشاهدات

Comments


Commenting has been turned off.
bottom of page